الرؤية عند الرضع: تطور حاسة البصر في المراحل الأولى من العمر


تعد حاسة البصر من أهم الحواس التي تساعد الرضع على اكتشاف العالم من حولهم. فالرؤية ليس مجرد عملية استقبال الضوء والصور، بل هي عملية معقدة تتطور مع مرور الوقت. في هذا المقال، نستعرض تطور الرؤية عند الرضع، بدءًا من الولادة وحتى مرحلة الفهم الكامل للصور والألوان، مع التركيز على كيفية تأثير البيئة والتفاعل مع المحيط في تحسين قدرة الطفل على الرؤية.

بداية الرؤية عند الرضع

عند الولادة، تكون قدرة الطفل على الرؤية محدودة جدًا. رغم أن المولود يستطيع أن يرى بشكل ضبابي، إلا أنه لا يتمكن من تمييز التفاصيل أو الألوان. في الأسابيع الأولى من حياته، يركز الرضيع على الأشياء القريبة من وجهه، مثل وجه الأم أو المربية، حيث يتمكن من رؤية الوجوه والأشياء على مسافة 20-30 سم فقط. يعتبر هذا البعد مثاليًا للرضيع، لأنّه يتيح له رؤية وجه الأم بوضوح أثناء الرضاعة.

تطور الرؤية عند المواليد في الشهور الأولى

في الأشهر الثلاثة الأولى، تتطور قدرة الرضع على تحريك أعينهم وتنقل رؤيتهم من نقطة إلى أخرى. يبدأ الطفل في التحرك بعينيه بشكل تدريجي، مما يساعده في متابعة الأشياء المتحركة مثل الألعاب أو الأصوات المألوفة. كما يبدأ الرضيع في تطوير حساسية تجاه الضوء، حيث يصبح قادرًا على تحديد التباين بين الألوان الفاتحة والداكنة.

التفاعل مع الألوان

الرؤية عند الرضع

في بداية حياته، يقتصر قدرة الرضيع على تمييز الألوان على بعض الألوان الأساسية مثل الأسود والأبيض، ولكن مع مرور الوقت تبدأ العينان في اكتساب قدرة على تمييز الألوان بشكل تدريجي. بحلول الشهر الثالث، تتطور الرؤية عند الأطفال ويصبح الرضيع قادرًا على التمييز بين بعض الألوان مثل الأحمر والأزرق، لكنّ الألوان الأكثر تعقيدًا مثل الأخضر أو الأصفر قد لا تكون واضحة جدًا في هذه المرحلة. من الضروري أن تكون البيئة المحيطة بالطفل مليئة بالألوان الزاهية لتحفيز تطور حاسة البصر.

 تحسين التنسيق بين العينين

أحد التطورات المهمة في الرؤية عند الرضع هو تنسيق العينين معًا. في البداية، قد يواجه الرضيع صعوبة في تحريك العينين بشكل متزامن، مما يجعل عيونه تبدو متباعدة أو في اتجاهات مختلفة. مع مرور الوقت، يبدأ التنسيق بين العينين في التحسن، حيث يصبح الرضيع قادرًا على التركيز على الأشياء بشكل أفضل. هذا التطور يحدث عادةً في الأشهر الأربعة إلى الستة الأولى من عمر الطفل.

الرؤية عند الرضع بصورة أعمق

 تبدأ قدرة الرؤية عند الأطفال في التطور بتقدم العمر، أي أن الرضيع يبدأ في القدرة على تقدير المسافات والعمق. هذه القدرة، التي تعرف باسم الرؤية المكملة، تظهر عادةً في الشهر السادس تقريبًا. هذا يعني أن الرضيع يستطيع الآن تحريك يديه تجاه الأشياء بدقة أكبر، مما يعزز مهاراته الحركية الدقيقة ويتيح له استكشاف محيطه بشكل أفضل.

تطور الرؤية عند الرضع في الشهر التاسع

الرؤية عند الأطفال

في الشهر التاسع، يصبح الرضيع قادرًا على تحديد المسافات بدقة أكبر، ويبدأ في استخدام الرؤية المركزة مع تحريك رأسه وتوجيه عينيه إلى الأشياء التي يود التفاعل معها. على سبيل المثال، قد يتمكن من الوصول إلى لعبة محبوبة له بدقة، مما يدل على تطور التنسيق بين العينين واليدين.

أهمية البيئة في تطوير الرؤية عند المواليد

تلعب البيئة دورًا كبيرًا في تحسين قدرة الطفل على الرؤية. تشير الدراسات إلى أن تعرض الطفل للأشياء المتنوعة والألوان الزاهية، فضلاً عن التفاعل المستمر مع الأشخاص المحيطين به، يساعد على تحفيز حاسة البصر. كما أن الألعاب المصممة خصيصًا لتحفيز حاسة البصر يمكن أن تكون مفيدة جدًا في هذه المرحلة.

إضافة إلى ذلك، من المهم أن يتم تفاعل الطفل مع محيطه بشكل فعال، من خلال التحدث إليه والابتسام في وجهه. يُعد هذا التفاعل بمثابة التدريب الأول على تحسين الرؤية عند الطفل الرضيع .

الرؤية عند الرضع وتأثير النمو العصبي

تطور الرؤية عند المواليد

تتطور قدرة الرؤية عند الاطفال بشكل مرتبط بنمو الجهاز العصبي. على الرغم من أن العينين قد تكونان ناضجتين بيولوجيًا، فإن قدرة الدماغ على تفسير الصور التي تستقبلها العين تتطور بمرور الوقت. يعتبر التطور العصبي للدماغ أمرًا أساسيًا في تعزيز قدرة الرضيع على استيعاب المعلومات البصرية. ومن خلال هذا النمو العصبي، يتحسن قدرة الرضيع على تفسير وفهم ما يراه بشكل تدريجي.

ساعدي طفلك في رحلة تطور المهارات وقومي بزيارة متجر زرافة لمستلزمات الاطفال واحصلي على كافة المنتجات التي يحتاجها طفلك الرضيع والألعاب التي تساهم في تطوره الذهني

مقالات ذات صلة

HTML مخصص